قال أحدهم : لم أرَ شخصًا ناجحًا في حياته؛ إلا وكان له من بر والديه نصيب.
من منا لا يريد أن تُفتّح له أبواب التوفيق ويبارك له ربه في رزقه فيكن ثريًا بنعم لا تعد ولا تُحصى .!
من منا يعاف ذلك وأسبابه مُتاحة أمام عينيه، لا تحتاج دليلاً أو سبيلاً طويل؟

نعمة وجود الوالدين أو أحدهما جليلٌ قدرها، لا يمكن لأولئك الذين هجروا والديهم تقربًا ومودة أن يشعروا بها،
لا يمكن أبداً لأولئك الذين يرون الحياة بعيداً عن اهتمام وخوف والديهم وصرامتهم أحيانًا أن يدركوا حجم خسارتهم فيما بعد…
لأجل هذا أعطهم من وقتك فإن رؤيتهم لك تُعادل الدنيا بما فيها من نعيم زائل، اجلس على مقربةٍ منهم،
اجعلهم يشعرون بأنك راغب في الجلوس غير مُكره .. قص عليهم مما تعرف، اقرأ عليهم أخباراً وأحاديث تُسليهم،
انشغل بهم عن غيرهم، دعهم يعتادون على رؤيتك، وإن أرغمك ظرفٌ عن رؤيتهم كن على تواصل معهم معتذراً حزينا.

وأخيراً لا تنسى أن تسأل الله أن يملأ صدرهما حبًا له، أن يباعد بينهما وبين شعورهما بالوحدة،
دع قلبك يلهج بفضل والديك داعيًا في كل حين ( ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا ).

اللهم يا ولي نُعمائنا وملاذنا عند كُرباتنا قرّ عين والدينا بما يتمنياه لنا أن نكون،
يا الله أنت العليم بما في الصدور تعلم أننا مقصرون في حقهما كثيراً لكننا لا نبغي أن نكون حَزنًا عليهما،
لا نبغي أن يُصابا بالخذلان منا بعد كلِ ما وهباه بلا عِوض من أجل راحتنا حبًا وأمانًا وتحنانا.

‎أضف تعليق