قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الله، ارحم من في الأرض يرحمُك من في السماء )
إن سعة رحمة الله بعباده يفوق في وصفها مداد الحرف وكل الكلام، فيها يموت اليأس، وتصحو البشائر،
يعود النور فيضيءُ أفئدة تربص الحزن بها، فإذا ما وسعتك رحمةِ الله فأنت في فلاح ورضًا ونَعماء ترجوه شكراً أن تستديم.
وسبيل الوصول إلى هذه المنزلة الرفيعة ليس بمستعصٍ عنك، إنما برحمتك لغيرك تنال رحمةَ ربك،
يقول عبدالمنصف محمود : “إن الإنسان يَرِقُّ لأولاده حين يراهم، ويهشُّ لأصدقائه حين يلقاهم،
وذلك أمر يَشيع عند الكثيرين من الناس، غير أن المفروض في المسلم أن تكون دائرةُ رحمته أوسعَ،
لا سيما بالنسبة للضعفاء من خلق الله؛ لكي يكون جديرًا برحمة الله” .

ففصل الشتاء يقرع أبواب السماء في جيبه ليلٌ طويل، مطر غزير، جوعٌ وبرد
فمن باب الرحمة بأولئك الذين لا يملكون قدرة التصدي له، أن تمد لهم يد العُون فتمنحهم الشعور بالدفئ وبعضٌ من طُمأنينة.
– اشتر مجموعة من الدفايات الصغيرة والأغطية والشالات والجوارب ثم ضعها في سيارتك،
كلما مررت بمحتاج أو قمت بزيارته قدّر حاجته وأعطّها له.
-اجمعي أواني المطبخ الفائضة عن حاجتك، قومي بغسلها، ووضعها في مكان محدد،
وكلما طهوتِ أطباقًا دافئة ضعيها في إحدى تلك الأوعية، ثم قدميها للمحتاج
أو قومي بإرسلها إلى مراكز تجمُّع العمالة كأماكن تعبئة الوقود.

ففي تلك الأفعال سببٌ في حصول رحمة الله بإذنه، كما أن لها الأثر الكبير في ترقيق القلب وزوال قسوته،
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوةَ قلبه،
فقال عليه الصلاة والسلام : (امسَح رأس اليتيم، وأطعم المسكين) .

‎أضف تعليق